تقرير: واقع الرياضة في البلدة بين الماضي والحاضر

تدوينة تناقش واقع الرياضة في البلدة، من الماضي إلى الحاضر، وتكشف كيف أدّت المحسوبيّات وغياب الروح والوعي الرياضي إلى تهميش المواهب، وإفراغ الرياضة من دورها التربوي والإنساني، مع دعوة صريحة لإصلاح حقيقي يعيد للرياضة معناها.

رياضة

Kfarchima Soul

12/23/20251 min read

كانت الرياضة في البلدة يُفترض أن تكون مساحة جامعة، تُنمّي الجسد والأخلاق والانتماء. إلا أنّ الواقع، قديماً وحديثاً، يُظهر أنّ الممارسة الرياضية انحرفت عن أهدافها الأساسية، لتقع تحت تأثير المحسوبيّات، وضعف الإدارة، وغياب الرؤية التربوية والرياضية السليمة.

أولاً: كيف كانت الرياضة سابقاً

في مراحل سابقة، وُجدت طاقات شابّة حقيقية، وحبّ صادق للّعب والمنافسة. لكن سرعان ما طغت العلاقات الشخصية والانتماءات الضيّقة على معايير الكفاءة. لم يكن الاختيار مبنياً على الموهبة أو الالتزام أو الأخلاق الرياضية، بل على “من يعرف من”. هذا الواقع أدّى إلى:

تهميش لاعبين موهوبين

إحباط مبكّر لدى الشباب

تحويل الفرق الرياضية إلى دوائر مغلقة

ثانياً: الواقع الحالي

للأسف، لم يتغيّر الجوهر كثيراً. ما زالت المحسوبيّات حاضرة، وأحياناً بشكل أكثر وضوحاً. تُدار بعض الأنشطة الرياضية بعقلية السيطرة لا الخدمة، وبمنطق النفوذ لا التطوير. يغيب التخطيط العلمي، وتُهمل برامج التدريب الصحيحة، ويُستبدل الانضباط بالفوضى، والروح الرياضية بالتشنّج.

ثالثاً: غياب الروح الرياضية

الرياضة ليست فوزاً فقط، بل أخلاق، احترام، قبول الخسارة، والعمل الجماعي. ما يحدث هو العكس:

تعصّب بدل المنافسة الشريفة

إقصاء بدل الاحتضان

تضخيم الأنا بدل بناء الفريق

هذا السلوك لا يدمّر الرياضة فقط، بل يزرع قيماً سلبية في الأجيال الناشئة.

رابعاً: انعدام الوعي الرياضي

الوعي الرياضي يعني فهم دور الرياضة في الصحة النفسية والجسدية، وفي بناء الإنسان قبل اللاعب. غيابه يظهر في:

عدم وجود برامج طويلة الأمد

تجاهل الطب الرياضي والتغذية

غياب المدربين المؤهّلين

التعامل مع الرياضة كوجاهة اجتماعية لا كرسالة تربوية

خامساً: الآثار الاجتماعية

هذا الواقع أدّى إلى ابتعاد الشباب الجاد عن الأندية، وإلى فقدان الثقة بالمؤسسات الرياضية المحلية. كما ساهم في تحويل الرياضة من أداة بناء إلى سبب انقسام وإحباط.

خاتمة وتوصيات

إصلاح الرياضة في البلدة يبدأ بالاعتراف بالمشكلة. المطلوب:

إنهاء المحسوبيّات واعتماد معايير واضحة

إدارة مستقلة وشفافة

مدرّبون مؤهّلون وبرامج علمية

إعادة الروح الرياضية كقيمة أساسية

اعتبار الرياضة حقاً تربوياً لا امتيازاً شخصياً

من دون هذا التحوّل، ستبقى الرياضة شكلاً بلا روح، وستبقى المواهب تُدفن قبل أن تُولد.

إخلاء مسؤولية :

هذا المقال يقدّم قراءة نقدية عامة لواقع الرياضة في البلدة من منظور اجتماعي وتربوي، ويهدف إلى رفع الوعي وتشجيع الإصلاح. ما ورد فيه لا يستهدف أشخاصاً أو جهات محدّدة، ولا يُعدّ اتهاماً مباشراً، بل توصيفاً لظواهر وسلوكيات شائعة كما يراها الكاتب. الغاية هي النقاش البنّاء والدعوة إلى الشفافية وتطوير العمل الرياضي بما يخدم المصلحة العامة.