رسالة قاسية وصادقة إلى الجيل الجديد في كفرشيما

رسالة صادقة وحادّة موجّهة إلى الجيل الجديد في كفرشيما، تكشف خطورة التطبيع مع الفساد والمحسوبيّات، وتدعو إلى الوعي، بناء الذات، وحماية القيم والبيئة كمدخل وحيد لكسر الحلقة وبناء مستقبل مختلف.

التحفيز

Kfarchima Soul

12/23/20251 min read

هذه الرسالة ليست مجاملة، ولا محاولة لترضية أحد. هي كلام مباشر إلى الجيل الجديد في كفرشيما، جيل وُلد في واقع مشوَّه وطُلب منه أن يتكيّف بدل أن يُصلح. الحقيقة الأولى التي يجب قولها بوضوح: لا أحد قادم لإنقاذكم. من ينتظر المبادرة من نظام فاشل، أو من وجوه استهلكها الزمن، سيبقى مكانه.

لا تنتظروا الفرص تُمنح لكم. في بيئة تقوم على المحسوبيّات، الفرص لا تُعطى للأفضل بل للأقرب. من يقبل بذلك يصبح جزءاً من المشكلة حتى لو ظنّ أنه يستفيد. ما يأتي بلا حقّ يسقط عند أول اختبار، ويترك صاحبه بلا احترام، ولا قيمة حقيقية.

ارفضوا التطبيع مع القبح. القبح ليس فقط في التلوّث أو الفوضى أو الإهمال، بل في قبولها كأمر طبيعي. أخطر ما يفعله الفساد أنه يُقنع الناس أن لا بديل. كل مرة تقولون فيها “هكذا الأمور”، أنتم تساهمون في استمرارها.

ابنوا أنفسكم قبل أن ترفعوا شعارات التغيير. لا تُغيّر المجتمعات بالغضب وحده، بل بالوعي، والانضباط، والمعرفة. قوّة الفرد ليست في صوته العالي بل في قدرته على الاعتماد على نفسه، وعلى رفض أن يُستخدم أو يُستغَل.

تعاملوا مع الرياضة كمدرسة أخلاق لا كساحة نفوذ. الرياضة التي تُدار بلا روح رياضية تتحوّل إلى نسخة مصغّرة عن السياسة الفاسدة. الفوز بلا عدالة يعلّم الكذب، والخسارة بلا احترام تزرع الحقد. أنتم مسؤولون عن إعادة المعنى، حتى لو بدأ ذلك خارج الأندية والمؤسسات.

احموا الأرض والماء وكأنهما آخر ما تملكون، لأنهما فعلاً كذلك. من يخسر بيئته يخسر صحته وكرامته ومستقبله. الصمت أمام التلوّث ليس حياداً، بل مشاركة غير مباشرة في الجريمة.

اسألوا دائماً، ولا تقبلوا الجواب الجاهز. من يمنعكم من السؤال لا يخاف عليكم بل يخاف منكم. الوعي يبدأ عندما تشكّون، وينضج عندما تطالبون بالدليل.

التطوّر الفكري الحقيقي يبدأ من الداخل، على مستوى الفرد، ثم ينعكس بين الناس. كثيرون غادروا البلدة، لكنهم ظلّوا عالقين في الذهنية نفسها.


فالحرية لا تكمن في الجغرافيا وحدها، بل في طريقة التفكير الحر… وفي مساعدة الآخر على امتلاك فكرٍ حر.

كونوا قساة على الفساد، لكن لا تسمحوا له أن يحوّلكم إلى نسخة عنه. لا تفقدوا إنسانيتكم وأنتم تحاولون النجاة.

هذه البلدة ليست حجارة ولا شوارع فقط. هي ذاكرة، ومسؤولية، ومستقبل. إن لم تكسروا الحلقة الآن، ستعيشون داخلها… وستورّثونها لمن بعدكم.


إخلاء مسؤولية : هذا النص يعبّر عن رؤية فكرية وتربوية عامة تهدف إلى تشجيع الوعي والتفكير الحرّ، ولا يقصد الإساءة أو التقليل من شأن أي فرد أو فئة أو تجربة شخصية، بما في ذلك تجارب الانتقال أو العيش خارج البلدة. الآراء الواردة تُطرح في إطار تأملي توعوي، والغرض منها التحفيز على التطوّر الفكري ومساندة الآخرين على تبنّي فكر مستقل، لا إطلاق أحكام أو تعميمات.