أطفال كفرشيما بين الإهمال والعبء المالي: أين دور البلدية والكنائس؟
تسليط الضوء على غياب الحدائق العامة المجانية للأطفال في بلدة كفرشيما، وتأثير ذلك ماليًا ونفسيًا على الأهالي في ظل الأزمة الاقتصادية في لبنان، مع مساءلة دور البلدية والكنائس بطريقة مجتمعية مسؤولة.
اقتصاد بلدة كفرشيما: بين الواقع اليومي وتحديات الغلاء
Kfarchima Community Team
12/17/20251 min read
لطالما كانت كفرشيما بلدة حيّة بأهلها، بثقافتها، وبقدرتها على الصمود رغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان. لكن اليوم، هناك سؤال موجع يفرض نفسه بقوة: أين هم أطفال كفرشيما من أولويات بلدتهم؟ وأين دور البلدية والكنائس في رعايتهم وتأمين أبسط حقوقهم؟
في زمن أصبحت فيه الحياة في لبنان مرهقة إلى حدّ الإنهاك، حيث الأسعار تشتعل، والرواتب شبه معدومة، والكهرباء والمياه والطبابة والتعليم باتت أحلامًا ثقيلة الكلفة، يُفاجأ أهالي كفرشيما بأن أطفالهم لا يملكون حتى حق اللعب المجاني. لم يعد هناك حدائق عامة آمنة ومجانية تتيح للأطفال أن يركضوا، يضحكوا، ويتنفسوا طفولتهم كما يجب.
اليوم، إذا أراد طفل في كفرشيما أن يلعب، فعلى أهله أن يدفعوا ما يقارب 8 دولارات في كل زيارة لمكان خاص. هذا المبلغ، الذي قد يبدو بسيطًا للبعض، يتحوّل إلى عبء حقيقي على عائلات بالكاد تؤمّن أساسيات الحياة. زيارة أو زيارتان في الأسبوع تتحوّل إلى عشرات الدولارات شهريًا، فقط ليحصل الطفل على حق طبيعي جدًا: اللعب.
السؤال هنا ليس اقتصاديًا فقط، بل أخلاقي وإنساني. هل يُعقل أن تُترك الطفولة رهينة القدرة المادية؟ هل يُعقل أن يُحرم أطفال البلدة من المساحات العامة، بينما تُصرف الأموال على مشاريع لا تمسّ حياتهم اليومية؟
دور البلدية، قبل أي شيء، هو خدمة الناس، وخاصة الفئات الأضعف: الأطفال، كبار السن، والعائلات المتعبة. إنشاء حدائق أطفال عامة، نظيفة، وآمنة، ليس ترفًا ولا مشروعًا ثانويًا، بل هو استثمار في صحة المجتمع النفسية والاجتماعية. الأطفال الذين لا يجدون متنفسًا اليوم، سيدفع المجتمع ثمن ذلك غدًا.
أما الكنائس، التي لطالما لعبت دورًا روحيًا واجتماعيًا في كفرشيما، فلا يمكنها أن تكون بعيدة عن هذا الواقع. رسالة الكنيسة لا تقتصر على الوعظ فقط، بل تمتد إلى حماية الإنسان، وخاصة الطفل. كثير من الأراضي والممتلكات التابعة للكنائس يمكن أن تتحوّل إلى مساحات فرح، لا إلى أماكن مغلقة أو مشاريع لا تخدم عامة الناس.
هذه المقالة ليست هجومًا، بل صرخة ضمير. صرخة من أهل كفرشيما إلى بلديتهم وكنائسهم: أطفالنا ليسوا عبئًا، بل أمانة. اللعب ليس رفاهية، بل حاجة نفسية وتربوية أساسية.
كفرشيما تستحق أن تكون بلدة صديقة للأطفال، بلدة تحترم العائلة، وتفهم أن بناء الإنسان يبدأ من الطفولة. المطلوب اليوم ليس وعودًا، بل خطوات عملية واضحة، لأن طفولة تُهمَل اليوم، تتحوّل غدًا إلى وجع جماعي.
تنويه ::: هذا المقال يُعبّر عن رأي مجتمعي عام ويهدف إلى تسليط الضوء على قضية اجتماعية تمسّ أطفال وعائلات بلدة كفرشيما. لا يهدف المحتوى إلى التشهير أو الإساءة إلى أي جهة رسمية أو دينية أو فردية، بل إلى فتح نقاش بنّاء ومسؤول حول مسؤوليات مشتركة وسبل تحسين الواقع القائم.
جميع المعلومات الواردة تُقدَّم بحسن نية، وأي أرقام أو أمثلة ذُكرت تهدف إلى توضيح الأثر الاجتماعي والاقتصادي ولا تُعدّ اتهامًا مباشرًا لأي جهة.
نرحّب بأي توضيح أو رد رسمي من الجهات المعنية في إطار الحوار الإيجابي لما فيه مصلحة المجتمع والأطفال.
Helping Kfarchima grow hand in hand
Kfarchima Community © 2025. All rights reserved.
Disclaimer ::: Kfarchima Community is an independent news and commentary website operated by a single publisher. All articles, opinions, and interpretations published on this website reflect the personal views of the publisher and are provided for informational purposes only. While reasonable efforts are made to ensure accuracy, the website does not guarantee that all information is complete, current, or free of errors. This website is not affiliated with any government body, political party, religious institution, or official municipality. The publisher assumes no liability for actions taken based on the content of this website. This disclaimer may be updated at any time without prior notice.
