المعلّم الشجاع يصنع أحراراً… والمعلّم الضعيف يصنع تابعين

تدوينة تشرح الفرق بين المعلّم الشجاع الذي يربّي أحراراً والمعلّم الضعيف الذي يصنع تابعين، وتعرض رؤية الموقع في تعليم كل طفل في كفرشيما كيف يكون قائداً لنفسه، وصاحب قرار في فكره وأعماله وحياته، انطلاقاً من قلب كفرشيما وإيماناً بالقيادة من الداخل.

تعليم

Kfarchima Soul

12/23/20251 min read

ليس كل تعليمٍ تربية، وليس كل معلّمٍ قدوة.
المعلّم الشجاع لا يطلب من طلابه أن يتبعوه، بل يعلّمهم كيف يقفون وحدهم. يزرع فيهم الجرأة على السؤال، والقدرة على الاختيار، والثقة بأن صوتهم له قيمة. أمّا المعلّم الضعيف، فيُربّي على الطاعة العمياء، ويستبدل التفكير بالتلقين، ويحوّل الصف إلى قطيعٍ من المقلّدين.

الشجاعة لا تُدرَّس بالكلام، بل بالمثال.
المعلّم الشجاع يقول “لا أعلم” عندما لا يعلم، ويعترف بالخطأ عندما يخطئ، ويفتح الأبواب بدل أن يبني الجدران. هو لا يخاف من الطالب الذكي، ولا يقمع المختلف، ولا يربط النجاح برضاه الشخصي. هدفه أن يرى تلميذه أقوى منه، لا أقلّ.

في المقابل، المعلّم الضعيف يخاف من الفكر الحر.
يطلب الولاء قبل الفهم، والاتباع قبل القناعة. يربّي أجيالاً تعرف كيف تنجح في الامتحان، لكنها لا تعرف كيف تقود حياتها. هكذا يُصنع الخوف، ويُعاد إنتاجه من جيل إلى جيل.

من هنا، وُلد هذا الموقع.
من قلب كفرشيما، وفي قلب كفرشيما، نختار طريقاً مختلفاً: تعليم كل طفل أن يكون قائداً لنفسه، ورئيساً على أفكاره، وصاحب قرار في حياته. نعلّم أن القيادة تبدأ من الداخل، وأن العمل الحر، والتفكير المستقل، والأخلاق، والمسؤولية، ليست امتيازاً لأحد، بل حقّ لكل إنسان.

نعلّم الأطفال كيف يكونون أسياد قراراتهم في التجارة، وفي الفكر، وفي كل اختيار يومي. نعلّمهم أن النجاح ليس تقليداً، وأن القلب الواعي أقوى من أي سلطة خارجية. نعلّمهم أن الجرأة ليست صراخاً، بل وضوحاً، وأن الحرية ليست تمرّداً، بل مسؤولية.

هذا ليس مشروعاً تعليمياً فقط، بل مشروع كرامة.
هنا، لا نُخرج أتباعاً… بل نُنشئ قادة.

إخلاء مسؤولية ::: هذا المقال يطرح رؤية تربوية وفكرية عامة حول دور التعليم في بناء الشخصية والاستقلالية، ولا يستهدف الإساءة إلى أي معلّم أو مؤسسة تعليمية أو تجربة تعليمية بعينها. المحتوى تعبيري وتوعوي، يهدف إلى تشجيع التفكير النقدي والقيادة الذاتية لدى الأطفال والشباب، ولا يُعدّ تقييماً فردياً أو حكماً عاماً على العاملين في قطاع التعليم.